بقلم / سعيد الشربينى
معذرة اخى المواطن المحترم لربما ان يكون قد توقف قلمى عن الكتابة لبضعة ايام بعدما انتابتنى حالة من التآمل والتفكر فى الاحداث الجارية حولنا .
بعدما اصبح الكثير من الاشياء التى تصدر الينا عبر كل الوسائل تغلف بغلاف الكذب والنفاق وعدم الشفافية وكأنها اشجار باتت وحان وقت ثمارها لتدلى من اعصانها فنآكل منه الثمرة تلو الاخرى ولكن دون ان نشعر يومآ بالشبع والذود عن الطعام فالكذب لايطعم الا وهمآ وجهلآ ومرضآ وفسادآ .
فمنذ أكثر من ثلاثين عاماً من الإستبداد، ثلاثين عاماً من القمع والفساد،ثلاثين عاماً عاني فيهم الشعب المصري من الفقر والجهل وظل مستكيناً خائفاً من بطش السلطة الحاكمة، سلطة ديكتاتورية سلطوية فاسدة، كثيراً مارددت شعارات عن الحريات والديمقراطيات وتلك المفاهيم الليبرالية، لكن لم يحظي الشعب المصري من شعاراتهم تلك، سوي تركة من المرض والجهل والفساد والخوف، ثلاثون عاماً ظل فيهم مبارك متربعاً على عرش السلطة مُكرساً حياته لتمكين النظام الرأسمالي وخدمة المصالح الرأسمالية العالمية على حساب تجويع الشعب وإفقاره وتجهيله عن عمد، قامعاً حريات الشعب ومُخرساً لكل صوت يحاول أن يعلو فوق صوت الدولة ويطالب بحقوق الكادحين، أو يُنادي بإصلاح الدولة.
لم يعرف نظام مبارك معنى المعارضة والتعدد السياسي والحزبي فكانت الأحزاب إما كارتونية يصنعها مبارك ذاته، أو إصلاحية لا تسعي لشيء سوي لمزيد من الموائمات مع نظامه للحصول على مصالح وقتية فئوية، أما عن تللك المعارضة الثورية فقد كان يتم وأدها قبل أن يخرج صوتها ويسمعه المواطنين.
حتى ضاقت صدور الشعب بما فيها وعلت الصرخات تنادى بأسقاط هذا النظام الفاسد البائد .
ويسقط النظام .فتسقط علينا اشجار الفساد ثمارها المتخفية خلف اوراقها طوال القرون الماضية . فينخدع الشعب بها فلا يجد منها الا مرارة السم والقتل والتخريب والدمار والكذب والافتراء .
فيضيق الصدر ثانية ويخرج جموع الشعب معلنآ عن غضبه منا ديآ ( يسقط النظام ) . فسقط
لتآتى الينا السماء برجل مخلصآ وطنيآ محب لبلاده وشعبه . حقآ لانقول ذلك رياءآ او تقربآ لجاه أو مال بل هى حقيقة لاينكرها القاصى والدانى .
ولكن دومآ تآتى الرياح بما لاتشتهى السفن . وبما ان الدستور قد بنيت مواده بحسن النوايا فكان لازامآ علينا ان نعى ذلك جيدآ بأن المسافة بين الرئيس والحكومة والبرلمان باتت متسعة
فكلآ يعمل على شاكلته ؟
فالرئيس يعمل فى اتجاه من أجل سرعة بناء الدولة المصرية المعاصرة . والحكومة والبرلمان اتفقا على اتجاه يصب فى مصلحتهما هما فلا يعبئان بمعاناة الشعب من قريب أو بعيد مهما علت صرخاته فهما من نفس ثمار هذه الاشجار التى لاتموت . فمنذ الثلاثين من يونيو وحتى الان لانرى منهما غير الكذب والنفاق والرياء والتدليس وسوء اختيار الوزراء والقيادات والمحافظين . لأن هذه هى افكارهم ومبادئهم التى تعلموها من نظامهم البائد الفاسد
فهم نفسهم اللذين كانوا يتقلدون المناصب الوزارية والقيادية فى حكومة مبارك .
فلا ننتظر ان نجنى من وراء هذه الحكومة ثمارآ ناضجة قط تسمن أو تغنى من جوع . حتى يبيع تجارها ثمار الكذب والفساد التى تم جنيها من اشجارهم . ولكن نحذر دومآ من صمت الشعوب وطول صبرها فهى كالنار عندما تشتعل سوف تلتهم الاخضر واليابس .
وعلى الحكومة ان تذهب الى اكذوبة آخرى غير التى تصدرها الينا الان والتى ظل مبارك يصدرها لنا طوال ثلاثين عامآ حتى افصح عنها حبيب العادلى عند محاكمته . فالأرهاب وقضية الاخوان والجماعات المتطرفة لن تظل طويلآ هى الشماعة التى تعلق عليها اخفقاتكم التى طالت جموع الشعب فقد فعلها من قبل سلفكم مهما طال المكر والدهاء حولها فهى فى النهاية الى زوال .
فالشعب له الحق فى العيش الكريم والحريات والعدالة الاجتماعية حتى فى توزيع الاعباء وكفانا تسويف للأمور لأن ذلك له مخاطره على المدى القصير وما دمتم تلهسون وراء السلطة والسلطان والجاه فلا يعنى الشعب فى ذلك غير العيش الكريم والعدالة وآلامن وآمان وهذه هى مسئوليتكم . ولابديل عن ذلك .
فاللعقلاء نتحدث ” حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ”
( حمى الله مصر وشعبها وزعيمها من كل سوء )